الديرة نيوز للانباء ...
حديث الديرة .
كتب .. ناظم التميمي .
هل حصدت الأصوات حريتها؟
قراءة سريعة في نتائج الانتخابات… و الحكومة الغائبة .
رغم مرور وقت ليس بالقليل على إعلان نتائج الانتخابات، ما يزال المشهد السياسي معلقاً بلا حكومة واضحة، و كأن أصوات الناخبين تجري في اتجاه، و مفاوضات القوى السياسية تجري في اتجاه آخر
و المفاوضات خلف الكواليس ما تزال تدور حول تقاسم الوزارات و النفوذ، لا حول برنامج حكومي أو رؤية إصلاح. بعض الكتل تطالب بما يفوق حجم تمثيلها، وأخرى تساوم على إعادة تدوير شخصيات فقدت ثقة الشارع، فيما تؤثر الضغوط الإقليمية و الدولية بشكل غير معلن على أي توافق محتمل.
وفي وسط هذا المشهد، يجد المواطن نفسه مرة أخرى في موقع يشبه صياد السمك:
كل دورة انتخابية يرمي شبكته على أمل الصيد الوفير الذي يدرّ عليه الخير، لكنه في كل مرة يستعيد الشبكة فارغة أو محمّلة بأسماك لا يرغبها، و مع ذلك يُجبر على أن تكون هي وجبته الوحيدة التي لا يملك غيرها.
هذا الشعور يختصر خيبة أمل الشارع الذي يدلي بصوته أملاً بالتغيير، ثم يكتشف أن اختياراته تتحول داخل الغرف المغلقة إلى صفقات بعيدة عن إرادته.
الخلاصة:
حتى الآن، لم تحصد الأصوات حريتها. فحرية الأصوات لا تتحقق عند صناديق الاقتراع فقط، بل عندما تتشكل حكومة تعبّر عن إرادة الشعب، لا إرادة التفاهمات المخبأة خلف الستار. وما يجري اليوم اختبار جدي لصدقية العملية الديمقراطية و مستقبلها.
