الديرة نيوز للانباء ...
حديث الديرة ..
بقلم صادق العلي
من يراقب سلوك عدد كبير من المسؤولين العراقيين بعد وصولهم إلى المنصب يكتشف حقيقة صادمة
أول ما يفقده المسؤول ليس تواضعه .. بل هاتفه الهاتف يصبح مغلقاً او معاراً او خاضعاً لأدارة أشخاص لا علاقة لهم بعلاقاته الأنسانية ولا بتاريخ الرجل الذي اصبح سيادة او معالي او فخامة
هذهِ الظاهرة ليست حدثاً فردياً بل اصبحت سلوكاً عاماً يتكرر إلى حد الفضيحة .. و يعكس طبيعة طبقة سياسية لم تترتب على مسؤولية المنصب و لا على واجب احترام الناس
المسؤول العراقي لا يغلق هاتفه بسبب الأنشغال كما يشاع بل لأنهُ يخشى مواجهة الناس الذين يعرفون حجمه الحقيقي بعضهم يعامل الهاتف كعبء يجب التخلص منه وكأن الرد على اتصال صديق او قريب ينقص من مقام المنصب مع ان المقام الحقيقي يقاس بالأخلاق لا بالكراسي
الحاشية مصنع الغرور
هناك حاشيات تفسد ما تبقى من عقل المسؤول
مدراء مكاتب ومصفقون ومتسلقون
يحاصرون المسؤول برسائل متعالية لا ترد هذا ليس من مستواك ؛؛وهكذا يتحول من إنسان بسيط إلى نسخة منتفخة
التاريخ العراقي مليء بالمشاهد التي تذكرنا بأن كل مسؤول ينتهي في نهاية كل منصب
تنطفئ الأضواء وتختفي الأبواق ويتبخر الموكب حينها يعود إلى حجمه الحقيقي ويعود الهاتف إلى وضعه الطبيعي لكن حين يفتح هاتفه لن يجد من كان ينتظره
الخسارة هنا ليست سياسية بل خسارة اجتماعية بأمتياز
الهاتف المغلق ليس سلوكاً ادارياً بل هو عنوان رسمي بأن المسؤول انفصل عن الناس وعن قيمهم وعن اخلاق المنصب :::
من لا يملك شجاعة الرد وقضاء حاجة الناس لا يملك شجاعة القرار الوطني
.jpg)