الديرة نيوز للانباء ...
حديث الديرة .
كتب .. ناظم التميمي .
الحصة التموينية دعوة للتسول .
شهدت الحصة التموينية في العراق خلال السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في نوعيتها و كميتها، حتى وصلت اليوم إلى مستوى لا يكاد يلبّي الحدّ الأدنى من احتياجات المواطن. فبعد أن كانت الحصة في سنوات سابقة تمثّل ركيزة أساسية في حياة الأسرة العراقية، و تغطي جانباً مهماً من المواد الغذائية و الاستهلاكية، أصبحت اليوم تقتصر على مواد قليلة و تأتي بتوقيتات غير منتظمة، و بنوعية لا ترقى إلى المستوى المطلوب.
لقد كانت الحصة التموينية فيما مضى تشمل مواد غذائية متنوعة إضافة إلى بعض المواد التي كان المواطن ينتفع من بيعها، مثل السجائر التي كانت تُسلَّم ضمن المفردات، مما ساهم في تحسين الوضع الاقتصادي لعدد كبير من الأسر محدودة الدخل. غير أن الواقع الحالي يشير إلى تحوّل الحصة التموينية إلى ما يشبه الكماليات ، بعدما تقلّصت مفرداتها إلى حد كبير، و لم تعد تلبي حاجة المواطن الحقيقية، بل باتت في أحيان كثيرة عبئاً على الدولة، إذ تُكلّف عمليات التجهيز والنقل و. التخزين مبالغ تفوق القيمة الفعلية للمواد التي تُسلّم للمواطن.
و يرى مختصون أنّ استمرار هذا التدهور يستدعي مراجعة جذرية لآلية إدارة البطاقة التموينية، سواء من خلال تحسين جودة المواد و توسيع مفرداتها، أو عبر استبدالها ببدائل أكثر فاعلية مثل الدعم النقدي المشروط، بما يضمن وصول الفائدة الحقيقية إلى المواطن و تقليل الهدر الإداري و المالي في منظومة التموين . و في الختام ، فإن إصلاح نظام الحصة التموينية أصبح ضرورة ملحّة، ليس فقط لضمان الأمن الغذائي للمواطن، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين المواطن و الدولة من خلال تقديم خدمة تليق بحياة كريمة يستحقها كل فرد في المجتمع.
