الديرة نيوز ...
تقرير .. اعدته خولة العزيز .
في عالم يشهد تزايدًا مستمرًا في التوترات الفكرية والدينية والثقافية، بات من الضروري إعادة النظر في دور التعليم بوصفه حجر الزاوية في بناء مجتمعات مستقرة وآمنة. فالتعليم لم يعد مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة الأكاديمية، بل أصبح أداة استراتيجية لمواجهة التطرف والعنف، وغرس قيم التسامح والتعددية وقبول الآخر.
و التطرف نتيجة فراغ فكري وقصور تربوي
تشير الدراسات إلى أن البيئات التي تفتقر إلى تعليم ناقد وشامل، تكون أكثر عرضة لنمو الأفكار المتطرفة. فحين يُحرَم الطالب من التفكير الحر والحوار البنّاء
، ويُقدَّم له العالم من زاوية ضيقة وأحادية، فإنه يصبح فريسة سهلة للخطابات المتطرفة التي تمنحه هوية زائفة، وشعورًا مزيفًا بالانتماء.
و التعليم الناقد مقابل التعليم الملقن
الفرق الجوهري بين التعليم القادر على محاربة التطرف والتعليم التقليدي يكمن في القدرة على تطوير العقلية الناقدة لدى المتعلم . فالتعليم الذي يشجع على طرح الأسئلة، والنقاش، واحترام الاختلاف، يفتح أمام الطالب أفقًا أوسع لفهم العالم وتفسير الظواهر بعيدًا عن التبسيط والتعميم، وهما من أبرز أدوات الخطاب المتطرف و تعزيز التسامح يبدأ من الصفوف الأولى ، زرع قيم التسامح ليس مهمة ترفيه أو ثانوية، بل ينبغي أن يكون جزءًا لا يتجزأ من المناهج الدراسية منذ المراحل المبكرة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إدماج قصص وتجارب إنسانية من ثقافات متعددة، وتدريب المعلمين على إدارة التنوع الثقافي والديني داخل ااصفوف ، وتخصيص أنشطة حوارية تشجع على احترام الرأي و الرأي الآخر.
التعليم كجدار صد أمام الكراهية
حين تُبنى المدرسة على أسس العدالة، والاحترام، والإنصاف، فإنها تُسهم في بناء مواطنين لا يحملون الحقد، ولا يتعاملون مع المختلفين كأعداء. فالمعرفة وحدها لا تكفي، ما لم تُقرن بتربية وجدانية تسعى إلى بناء شخصية متزنة، تنبذ الكراهية وتحتكم إلى القيم الإنسانية العليا.
والتعليم هو الحصن الأول الذي يضمن ألا تنبت بذور التطرف في عقول أبنائنا. فبقدر ما نستثمر في تعليم حر، عادل، ومفتوح، بقدر ما نضمن مستقبلًا تسوده المحبة والسلام والعيش المشترك .